(ونهى عن بيع الحصاة)(١) مقصور، بيع يتبايعه أهل الجاهلية، قيل: كانوا يتساومون فإذا طرح الحصاة وجب البيع، وقيل: بل كانوا يتبايعون شيئًا من أشياء على أن البيع يجب في الشيء الذي تقع عليه الحصاة، وقيل: بل إلى منتهى الحصاة وكله من بيوع الغرر، والمجهول، وجمع الحصاة: حصى مقصور.
وقوله:(لا تُحْصِي فَيُحْصِي الله عليك)(٢) أي: لا تتكلفي معرفة قدر إنفاقك، وفي حديث آخر:(لا توعي) وآخر (لا توكي) كله كناية عن الإمساك عن الإنفاق والتقتير، كما قال في خلافه:(يا ابن آدم، أنفق أنفق عليك)(٣) والإحصاء للشيء، معرفته إما قدرًا أو عددًا.
وقوله:(أَكُلَّ القرآن أحصيت غير هذا)(٤) أي: حفظت.
وقوله: في حديقة المرأة التي خرصها: (أحصيها حتى نرجع)(٥) أي: حوطيها واحفظيها ليعلم صدق خرصه إذا جدت، والله أعلم بدليل آخر الحديث.
ومنه قوله:(لا أحصي ثناء عليك)(٦) أي: لا أحيط بقدره، وقيل: لا أطيقه ولا أبلغ حق ذلك ولا كنهه وغايته، قال مالك: لا أحصي نعمتك وإحسانك والثناء بها عليك، وإن اجتهدت في ذلك.
وقوله: في الأسماء: (مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ)(٧)؟ قيل: من عَلمها وأَحاط عِلمًا بها، وقيل: أحصاها: أطاقها أي: أطاق العمل والطاعة بمقتضى
(١) مسلم (١٥١٣). (٢) البخاري (١٤٣٣). (٣) مسلم (٩٩٣). (٤) مسلم (٨٢٢). (٥) مسلم (١٣٩٢). (٦) مسلم (٤٨٦). (٧) البخاري (٢٧٣٦).