وقوله:(كنا مع النبي ﷺ في دعوة)(١): بالفتح هي الطعام المدعو إليه سمي بذلك، وفي النسب: الدعوة بالكسر، هذا عند أكثر العرب إلا عدي الرباب، فإنهم يقلبون فيفتحون في النسب، ويكسرون في الطعام.
قوله:(تَدَاعى له سَائِرَ الجَسَدِ)(٢) أي: استجاب له كأنه يدعو بعضه بعضًا، وتداعى البناء: إذا تهيأ للسقوط.
قوله: في حديث أبي طلحة: ادعني جائزة معناه: ادع لِي.
وكذا جاء في رواية بعضهم. قوله:(من يدعني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه)(٣) فرق بعض المشايخ بين الدعاء والسؤال، فقال: الداعي المضطر، والسائل المختار. قال الله: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾ [النمل: ٦٢] فللسائل المثوبة، وللداعي الإجابة.
قوله:(من ترك دينًا أو ضيعة فادعوني فأنا وليه)(٤) قيل: معناه استغيثوا بي في أمره، وأصل الدعاء الاستغاثة. قال الله تعالى: ﴿وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ [البقرة: ٢٣] قيل: استغيثوا بهم.
وقوله:(أدعوى الجاهلية)(٥) وهو قولهم: يا آل فلان وهو من معنى الاستغاثة أيضًا.
وقوله: وذكر خبر يوسف (لأجبت الداعي)(٦) قيل: الذي دعاه للخروج من السجن لا المرأة التي دعته لما دعته له، إذ قال يوسف للداعي: ﴿ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ﴾ [يوسف: ٥٠]، ومثله من نبينا تواضع.
(١) البخاري (٣٣٤٠). (٢) البخاري (٦٠١١) مسلم (٢٥٨٦). (٣) البخاري (١١٤٥). (٤) مسلم (١٦١٩). (٥) البخاري (٣٥١٨). (٦) البخاري (٣٣٧٢).