وقوله: ولا آكل في سكرجة (١): بضم السين والكاف وتشديد الراء وفتح الجيم، كذا قيدناه. وقال أبو مكي: صوابه فتح الراء، هي قصاع يؤكل فيها صغار، وليست بعربية وهي كبرى وصغرى، الكبرى تحمل ستة أواقي، والصغرى ثلاثة أواقي وقيل: أربعة مثاقيل. وقيل: ما بين ثلاثين أوقية، ومعنى ذلك أن العجم كانت تستعملها في الكوامخ وأشباهها من الجوارشنات على الموائد، وحول الأطعمة للمشتهى والهضم، فأخبر أن النبي ﷺ لم يأكل على هذه الصفة قط. وقال الداودي: وهي القصعة الصغيرة المدهونة، وذكر في تفسير الغبيراء: السكركة، وهي خمر الذرة، بضم السين وضم الكاف وسكون الراء، ويقال أيضًا: الأسكركة: بضم الهمزة وسكون السين، ويروى جميعًا والأول أشهر.
[(س ك ك)]
قوله:(فجرت في سكك المدينة)(٢) و (يسعون في السكك)(٣) و (يتبعها في سكك المدينة)(٤) ولقيه في بعض سكك المدينة، ويسعون في السكة، وسكة بني غنم، السكك: الطرق والأزقة وأصلها الطريقة المصطفة من النخل فسميت الطرق في المدن بذلك، لاصطفاف المنازل بجنبيها.
وقوله:(جدي أسك)(٥) قيل: هو الصغير الأذنين الملتصقهما، وهو أيضًا الذي لا أذنان له، والذي قطعت أذناه، سككته أصطلمت أذنيه، وهو أيضًا الأصم الذي لا يسمع.
ومنه قوله:(سمعته منه وإلا فاستكتا)(٦) أي: صُمَّتا والإسكاك: الصمم، والسكك ضيق الصماخ، ومن رواه فاصطكتا بمعناه أبدل التاء طاء، من افتعل كما قالوا: اصطاد لقرب مخرجها من السين والصاد.
(١) البخاري (٥٤١٥). (٢) مسلم (١٩٨٠). (٣) البخاري (٩٤٧). (٤) البخاري (٥٢٨١). (٥) البخاري (٢٩٥٧). (٦) مسلم (٢٤٠٤).