قوله:(لا آلو بهم صلاة رسول الله ﷺ)(١) أي لا أترك بمد الهمزة، وقيل: لا أُقَصِّر، ويأتي بمعنى لا أستطيع، قاله الحربي وغيره، ومثله قوله: كلاهما لا يألو عن الخير. أي يُقصِّر، يقال: ألوت غير ممدود آلو ممدودًا.
ومثله في حديث حق الزوج على الزوجة حين قال لها ﵇:(كيف أنت له؟ قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، فقال ﵇: إنه جنتك ونارك) هو في موطأ ابن عفير وحده: أي ما أقصر ولا أترك من حقه إلا ما لا أقدر عليه.
وقوله:(آل حاميم) قال الفراء: نسب السور كلها إلى حاميم التي في أولها، كما قيل في آل النبي ﵇، وقد يكون آل هنا هي سورة حم نفسها، كما قيل في قوله: من مزامير آل داود أي داود نفسه، والآل يقع على ذات الشي وعلى ما يضاف إليه، وقيل الوجهان في آل محمد: أنهم أمته، وقيل: نفسه في حديث الصلاة عليه، وقيل: قرابته، وهو المراد في حديث الصدقة. وذكر أبو عبيد أن حاميم من أسماء الله تعالى.
وقوله:(إن الأُلى قد بغوا علينا)(٢) بقصر الهمزة المضمومة، ومعناه: الذين. ولا واحد له من لفظه، و"أولو كذا" منه، بمعنى ذووه، وهؤلاء بمعناه يمد ويقصر، وها للتنبيه.
وقوله:(ومجامرهم الأُلُوة)(٣) وتستجمر بالألوة. يقال بفتح الهمزة وضمها واللام مضمومة، قال الأصمعي: هو العود الذي يتبخر به فارسية عربت، وقال الأزهري: ويقال لية بكسر اللام ولُوة بضمها. وقد جاء تفسيرها في الحديث في البخاري قال وهو الأَلْنجوج، وقد ذكرناه، وكان في كتاب الأصيلي هذا الحرف: الأنجوج. بغير لام ولا يعرف.