وقوله:(يحفظني في صاغيتي بمكة، وأحفظه في صاغيته بالمدينة)(١) يعني: خاصته والمائلين إليه يقال: صغوك مع فلان، وصَغَاك وصِغوك أي: ميلك.
وقوله:(يصغي إلي رأسه وهو مجاور)(٢). وقوله:(فأصغى لها الإناء)(٣) ويصغي لها الإناء، أي: يميله ومنه (أصغى ليتًا)(٤) أي: أماله، وأصغيت له سمعي: معدي رباعي وصغيت إليه، وصغى له سمعي، وصغى أيضًا: بفتح الغين وكسرها إذا استمعت لحديثه وفرغت نفسك له، وأصغيت له أيضًا لغة في غير المعدى، حكاها الحربي.
[فصل الاختلاف والوهم]
في الفتح: حتى توافوني بالصغار، كذا لابن الحذاء، وصوابه:(توافوني بالصفا)(٥) يخاطب الأنصار كما لغيره.
وفي مقامه ﵇ بمكة (قلت: فإن ابن عباس قال: بضع عشرة سنة. قال: يعني عروة فصغره)(٦) كذا بتشديد الغين المعجمة عند بعض الرواة، وعند السمرقندي:(فغفَّره) بغين معجمة وفاء مشددة، وللعذري:(فغفروه) مثله لكن بزيادة الواو، وكل له معنى صحيح إن شاء الله تعالى، أما الأول فكأنه استصغر سن ابن عباس عن ضبط ذلك أي كأنه قال: كان صغيرًا ولم يدرك الأمر ولا شاهده، إذ مولده قبل الهجرة بيسير على خلاف في ذلك.
وقوله:(فغفره) أي: قال له: يغفر الله لك، كأنه وهمه فيما قاله، وكذلك
(١) البخاري (٢٣٠١). (٢) البخاري (٢٠٢٨). (٣) الترمذي (٩٢). (٤) مسلم (٢٩٤٠). (٥) مسلم (١٧٨٠). (٦) مسلم (٢٣٥٠).