قوله:(يحمل الكلّ)(١) بفتح الكاف. قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ﴾ [النحل: ٧٦] ينطلق على الواحد والجميع والذكر والأنثى، وقد جمعه بعضهم كلولًا ومعناه: الثقل، ومن لا يقدر على شيء كاليتيم والعيال والمسافر المعيي. وهذا أصله من الكَلال وهو الإعياء، ثم استعمل في كل ضائع وأمر مثقل.
ومنه قوله ﵇:(مَنْ تَرَكَ كَلًّا فَعَلَيَّ)(٢) أي: عيالًا أو دَينَا.
وقوله:(وتكلله النسب)(٣) و (لا يرثني إلا كلالةً)(٤) قال الحربي: في الكلالة وجهان: يكون الميت بنفسه إذا لم يترك ولدًا ولا والدًا، والقول الآخر: أن الكلالة من تركه الميت غير الأب والابن ويدل عليه هذا الحديث وتكلله النسب أي: عطف عليه وأحاط به.
وفي حديث حنين:(فما زَلْتُ أرَى حَدّهم كَلِيلًا)(٥) أي: شدتهم، وقوتهم آلت إلى ضعف وفشل، والكلال الإعياء والفشل والضعف.
وفي حديث الاستسقاء:(حتى صارت في مثل الإكليل)(٦) يعني: المدينة. قيل: هو ما أحاط بالظفر من اللحم، وكل ما أحاط بشيء فهو إكليل، ومنه سمي الإكليل وهي العصابة لإحاطته بالجبين. وقيل: هي الروضة.
وفي الحديث:(تبرق أكاليل وَجْهِهِ) وهو الجبين، وما يحيط منه بالوجه وهو موضع الإكليل.
قوله:(كلا والله لتنفِقُنَّ كنوزهما في سبيل الله)(٧) هي في كلام العرب للجحد، بمعنى: لا والله، وقيل: بمعنى الزجر.
(١) البخاري (٢٢٩٨). (٢) البخاري (٦٧٤٥). (٣) البخاري، تفسير سورة النساء، الباب (٢٧). (٤) البخاري (٥٦٧٦). (٥) مسلم (١٧٧٥). (٦) البخاري (١٠٢١). (٧) البخاري (٣١٢٠).