قوله: في التلبية: لبيك معناه إجابة لك وهو تثنية ذلك كأنه قال: إجابة لك بعد إجابة، تأكيدًا كما قالوا: حنانيك. ونصب على المصدر، هذا مذهب سيبويه وكافة النحاة، ومذهب يونس أنه اسم غير مثنى، وأن ألفه انقلبت لاتصالها بالمضمر مثل: لدي وعلي، وأصله لبب فاستثقلوا الجمع بين ثلاث باءات فأبدلوا الثانية ياء كما قالوا: تظننت من تظنيت ومعناه: إجابتي لك يا رب لازمة من لب بالمكان وألب به إذا أقام. وقيل: معناه قربًا منك وطاعة. قال الحربي: والإلباب: القرب. وقيل: طاعة لك وخضوعًا من قولهم: أنا ملبٍّ بين يديك أي: خاضع وقيل اتجاهي لك وقصدي، من قولهم داري تلبّ دارك أي: تواجهها. وقيل: محبتي لك يا رب من قولهم: امرأة لبة للمحب لولدها. وقيل: إخلاصي لك يا رب من قولهم: حسب لباب أي: محض.
وفي الحديث:(فلببته بردائه)(١) إذا جمع عليه ثوبه عند صدره في لبته، وأمسكه وساقه به: بتشديد الباء وتخفيفها معًا والتخفيف أعرف.
واللبة المنحر، ومنه الذكاة في الحلق واللبة، وطعن في لباتها أي: نحورها.