(وأخذ المدية)(١) بضم الميم ساكن الدال واحدة المدى وهي: السكاكين، ويقال في واحدها أيضًا: مدية: بفتح الميم ومدية: بكسرها، ويقال: مدى: في الجمع بالكسر أيضًا.
[فصل الاختلاف والوهم]
قوله في الزكاة:(إلا مادت على جلده)(٢) كذا رواية الأكثر: بالدال المهملة مخففة من "مادَ" إذا مال، وللجرجاني في كتاب الطلاق:"مارت" بالراء ومعناه: سالت عليه وامتدت. وقال الأزهري: معناه ترددت وذهبت وجاءت، وفي كتاب مسلم في حديث عمرو الناقد عن سفيان:"إلا سعت عليه، أو مرت عليه"، ومرت: أيضًا صواب، ولمادت بالدال وجه يقرب من هذا، وقد يكون "مادَّت" مشدد الدال من الامتداد، وجاء فاعل بمعنى فعل من واحد، وبالتشديد ضبطه أكثرهم ويروى مدت بمعناه.
وقوله: في هلال رمضان: (إن الله قد أمده لرؤيته)(٣) كذا الرواية في جميع نسخ مسلم. قال بعض المتعقبين. قيل: لعل أمَّده: بتشديد الميم وتخفيف الدال من الأمد: أي: أطال أمده أو "مده" بغير ألف. قال القاضي ﵀: والرواية صحيحة عندي، ويكون بمعنى: أطاله يقال: منه مد وأمد. قال الله: ﴿وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ﴾ [الأعراف: ٢٠٢] قرئ بالوجهين أي: يطيلون لهم فيه من الإمداد، أي: زاد في عدده الناقص فيكون من أمددت الشيء إذا زدت فيه من غيره - كما تقدم - وقد يكون من المدة أي: أعطاه مدة وقدرًا. قال صاحب الأفعال: أمددته مدة: أعطيتها له.
وقوله: في الحديث الآخر: (لو تمادى الشهر) وعند العذري: (تماد) مشدد الدال من الامتداد، وهما بمعنى. وجاء في الرواية الأخرى:(لو مد لنا الشهر)(٤).
(١) مسلم (٢٠٣٨). (٢) البخاري (٥٢٩٩). (٣) مسلم (١٠٨٨). (٤) مسلم (١١٠٤).