وقوله: كالذي يهدي هديًا: الهديُ والهديّ بالتثقيل والتخفيف ما يهدى إلى بيت الله من بُدْنَة، وأهل الحجاز يخففونه، وهي لغة القرآن، وتميم وسفلى قيس يثقلونه، وواحدها هدية. وهدية مثقلة ومخففة، ومنه في الحديث:(فقالت امرأة: ما هديه)(١) ويروى هديه بالوجهين والتخفيف لابن وضاح.
وكذلك (باب من اشترى هديه)(٢) كذا للأصيلي، ولغيره: هدية: منونة التاء مثقلة على ما قدمناه.
واختلف الفقهاء على ما ينطلق هذا الاسم، فمذهبنا أنه لا يقع إلا على ما سيق من الحل. قال ابن المعدل: وما لم يسق من الحل فليس بهدي. وقال الطبري: سمي الهدي لأن صاحبه يتقرب به، ويهديه إلى الله، كالهدية يهديها الرجل لغيره، فتأول بعضهم: أن ظاهره ترك اشتراط الحل. يقال منه: هديت الهدي، وكذلك هدية المرأة إلى زوجها. وقيل أهديت، وأما من الهدية والهدى فأهديت، ومن البيان والهدى: هديت (٣).
وقوله:(هادية الشاة)(٤) أي: أولها يعني عنقها، لأنّها تتقدمها.
[الهاء مع الذال]
[(هـ ذ ذ)]
قوله:(هذًا كهذ الشعر)(٥) أي: سرعة بالقراءة وعجلة، والهذ السرعة، وفي الحديث الآخر:(تقرؤون خلف إمامكم قلنا: هذا)(٦) قيل: هو بمعنى ما تقدم. وقيل: جهرًا حكاه الخطابي.
وقوله: في حديث أبي لهب، (وسقيت في مثل هذه)(٧) الإشارة بذلك
(١) الموطأ (٨٧٩). (٢) البخاري، كتاب الحج، باب (١١٤). (٣) كذا في المخطوطتين (أ، م) في المطبوعة: هدية. (٤) أحمد (٢٦٤٩١). (٥) البخاري (٧٧٥). (٦) أبو داود (٨٢٣). (٧) البخاري (٥١٠١).