قوله:(فشكر الله ذلك له)(١): يحتمل ثناءه عليه بذلك، وذكره به لملائكته، وقيل أثابه عليه، وزكى ثوابه، وضاعف جزاءه. وقيل: قبل عمله، والأوّلان أصح.
والشكور من أسمائه تعالى وصفاته. قيل: معناه الذي يزكو عنده القليل من أعمال عباده، فيضاعف لهم الثواب. وقيل: الراضي بيسير الطاعة من العبد وقيل: معناه المجازي عباده من قبل شكرهم إياه، فيكون الاسم على معنى الازدواج والتجنيس. وقيل: الشكور معطي الجزيل على العمل القليل. وقيل: المثني على عباده المطيعين وقيل: الراضي باليسير من الشكر المثيب عليه الجزيل.
وقوله:(أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا)(٢) أي: مثنيًا على الله تعالى بنعمته عليّ، ومتلقيًا لها بالازدياد طاعته.
والشكر: الثناء على صنيعة يؤتاها المرء، والحمد: الثناء وإن لم تكن عارية ولا موجب للمكافأة على ذلك. قال الأخفش: الشكر: الثناء باللسان للعارية يؤتاها. وقال غيره: الشكر معرفة الإحسان والتحدث به. وقيل: الشكر والحمد بمعنى لكن الحمد، أعم، فكل شاكر، حامد وليس كل حامد شاكرًا. قال بعضهم: الشكر بالقلب وهو التسليم. قال الله تعالى: ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ [النحل: ٥٣] وباللسان وهو الاعتراف قال الله تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١)﴾ [الضحى: ١١] وشكر العمل هو الدوام على طاعة الله قال الله تعالى: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا﴾ [سبأ: ١٣] وقال ﵇. وقد عوتب في كثرة العمل وإتعاب نفسه. (أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟) والشكور بالضم المصدر، ويكون جمع شكر.