والإعلام بها. وأصل التثويب الدعاء ويقع على الإقامة، لأنها رجوع وعود للنداء والدعاء إليها، وهو المراد في هذه الأحاديث. قال الخطابي: وأصله أن الرجل إذا جاء فزعًا لوّح بثوبه لقومه، ليعلمهم فمعناه الإعلام. والثواب ما يعود على الإنسان من جزاء عمله.
ومنه التثويب في صلاة الفجر، وهو قوله:(الصلاة خَيْرٌ من النوم) لتكريره فيها، ولأنه دعاء ثانٍ إليها بعد قوله: حَيّ على الصلاة.
وقوله:(فثاب في البيت رجال)(١)(وثاب إليه الناس)(٢)(وكان الناس يثوبون إليه)(٣) و (ثابت إلينا أجسامنا)(٤) قالوا: كل راجع ثائب، وثاب جسمه أي: رجع إلى حاله من الصلاح. وقيل: امتلأ من قولهم: ثاب الحوض إذا امتلأت، وثاب الرجال، وثابوا ذات ليلة قيل: اجتمعوا. وقيل: جاؤوا متواترين بعضهم إثر بعض، وعندي أن معناه في هذين الحديثين أي: اجتمعوا بدليل قوله: "في البيت"، ولو كان على ما قال هذا لقال إلى البيت. قال صاحب العين: المثابة مجتمع الناس بعد تفرقهم، ومنه ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ﴾ [البقرة: ١٢٥] قيل: مجتمعًا. وقيل: معاذًا.
قوله:(كلابس ثوبي زور)(٥) قيل: هو لباس ثياب الزهاد مراياة بذلك. وقيل: هو القميص يجعل في كل كم كمين، ليرى أن عليه قميصين. وقيل: كلابس ثوبي زور، هو المستعين بشاهد الزور، والمراد بالثياب هنا الأنفس، وثنى هنا الثوبين. قيل: لأنه كاذب على نفسه بما لم يأخذ، وعلى غيره بما لم يعطه. وقيل: كقائل الزور مرتين.