والنقباء المذكورون في أصحاب النبي ﷺ من الأنصار، الذين تقدموا لأخذ البيعة لنصرة النبي ﵇ قيل: سموا بذلك لضمانهم إسلام قومهم ونصرتهم النبي ﵇. والنقيب: الضامن. وقيل: لتقدمهم على قومهم، والنقيب فوق العريف. وقيل: النقيب: العريف على القوم. وقيل: الأمين. يقال منه: نقب ونقب.
وقوله: نقَّب عنه: مشدد القاف أي بحث واستقصى. قيل: ومنه سمي النقباء، لبحثهم عما تقدموا عليه. ومنه قول:(وكان أحد النقباء ليلة العقبة)(١) أي: المقدمين على الجماعة، كالعرفاء، والنقَّاب: العالم الباحث عن الأشياء المستقصي عليها. قال الله تعالى: ﴿فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ﴾ [ق: ٣٦] أي: جالوا فيها وبحثوا ﴿هَلْ مِنْ مَحِيصٍ﴾ [ق: ٣٦] أي: من معدل، وفي الرواية الأخرى:"نقر" وهو بمعناه.
وقوله:(لا تنتقب المحرمة)(٢) أي: لا تستر وجهها بذلك، والنقاب شد الخمار على الأنف، وقيل: على المحجر.
وقوله:(لم أؤمر أن أنقُب عن قلوب الناس)(٤) كذا لابن ماهان، ولبعضهم: أنقِّب: بفتح النون وشد القاف بمعنى: أبحث وأفتش، والأول أولى لأنه بمعنى الشق، كما قال في الحديث الآخر:(فهلا شققت عن قلبه؟)(٥) واللفظان راجعان لمعنى واحد.