يحج على الرحل، وترك المحمل من شح وتوفير نفقة لكن استنانًا وتواضعًا.
[فصل]
جاءت "في" في الحديث لمعان، وأصلها الوعاء، وتأتي بمعنى الباء، وبمعنى من، وبمعنى عن، وبمعنى إلى.
فمما جاء في الحديث في هذه الأمهات من ذلك قوله:(صلى على امرأة ماتت في بطن)(١) أي: من بطن، وقد فسرناه في الباء.
وقوله:(كان يتنفس في الإناء ثلاثًا)(٢) يعني: إذا شرب، معناه: عن الإناء أي: يبينه عن فيه ويتنفس، وأما قوله في الحديث الآخر:(نهى أن يتنفس في الإناء)(٣) يعني: إذا لم يبنه عن فيه، و"في"هنا على وجهها من الوعاء، وأما قولنا: فتنفس في الشراب ثلاثًا أي: في حال شربه ومدته.
وقوله: في حديث عبد الرحمن في بعض الروايات: (كم سقت فيها) أي: إليها، كما جاء في سائر الروايات (٤). وقد ذكرناه في الهمزة.
وقوله:(كنا نتحدث في حجة الوداع، ولا ندري ما حجة الوداع) أي: نتحدث باسمها ونذكره، وعند غير الأصيلي: بحجة "بالباء" مبينًا (٥).
وقوله:(وأخبر سعيد في رجال من أهل العلم)(٦) كما قال في رواية ابن السكن: "ورجال".
وفي حديث بريرة:(ونفست فيها)(٧) أي: رغبت فيها، وأعجبت بها، كما جاء في الحديث الآخَر: ونفست بها.