قوله:(أجدى على الأيام)(١) أي: أنفع، وقد ذكرناه، والخلاف فيه في حرف الألف.
[فصل الاختلاف والوهم]
قوله:(ومنها أجادب أمسكت الماء)(٢) كذا رويناه في الصحيحين بدال مهملة بغير خلاف، أي: أرض جدبة غير خصبة. قالوا: هو جمع جدب على غير قياس، وكان القياس لو كان جمع أجدب لكنهم قد قالوا: محاسن جمع حسن، وكان قياسه: أن يكون جمع محسن، وكذلك مشابه جمع شبه وقياسه مشبه. قال الأصمعي: الأجادب من الأرض: ما لم تنبت الكلأ، وقد روى بعضهم هذا الحرف "أجاذب" بالذال المعجمة، وكذا ذكره الخطابي، وقال: هي صلاب الأرض التي تمسك الماء، وقاله بعضهم: أحازب بالحاء والزاي وليس بشيء، ورواه بعضهم:"إخَاذات" بكسر الهمزة بعدها خاء مفتوحة خفيفة وبين الألفين دال معجمة وآخره تاء الجمع المؤنث، وكذا رواه أبو عبيد الهروي: هي جمع أخاذة، وهي: الغدران التي تمسك ماء السماء، وقد رواه بعضهم "أجارد" أي: مواضع منجردة من النبات جمع أجرد.
وقوله:(لا يَنْفَعُ ذا الجِد مِنْكَ الجَد)(٣) أكثر الرواية فيها بفتح الجيم أي: البخت والحظ والعظمة والسلطان. وقيل: الغنى والمال، كقوله ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨)﴾ [الشعراء: ٨٨] والكل متقارب المعنى. وقد رواه بعضهم بكسر الجيم من الاجتهاد، وقيدناه بالوجهين عن بعض شيوخنا، أي: لا ينفع جده وحرصه في أمور دنياه مما كتب له وقُدّر عليه. وأنكر أبو عبيد: الكسر.
وفي: تفسير قوله ﴿عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ﴾ [القلم: ٢٥] حرد في أنفسهم، أي:
(١) مسلم: المقدمة، والذي في مسلم (الأنام). (٢) البخاري (٧٩). (٣) البخاري (٨٤٤).