قوله:(فإن هم طاعوا لك بذلك)(١) وفي غير حديث أطاع الله وأطاعوه، وكلاهما صحيح عند أكثرهم. يقال: طاع وأطاع بمعنى. وقال بعضهم: بينها فرق طاع انقاد وأطاع: اتبع الأمر ولم يخالفه وكلاهما قريب من معنى واحد، كله راجع إلى امتثال الأمر وترك المخالفة. قول البخاري: استطاع استفعل من طعت له فلذلك قبح استطاع يستطيع. وقال بعضهم: اسطاع يسطيع معنى قوله هذا: إن اشتقاقه من الطاعة. قال سيبويه: اسطاع يسطيع إنما هو أطاع يطيع وزادوا السين عوضًا من حركة الألف وقال غيره: استطاع قدر، والاستطاعة القدرة على الشيء وأصله من الطاعة لأن ما قدرت عليه انقاد لك فكأنه مطيع لك.
[(ط و ف)]
قوله:(إنما هي من الطوافين عليكم والطوَّافات)(٢) أي: المتكررات عليكم، مما لا ينفكّ عنه ولا يقدر على التحفظ منه كما قال تعالى: ﴿طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ﴾ [النور: ٥٨] والطائف الخادم اللطيف في خدمته، وتكراره الكلمة يحتمل الشك، ويحتمل قصد جميع الذكور والإناث.
وقوله:(فطاف بأعظمها بيدرًا)(٣) وجعل يطوف بالبئر، وطاف بالبيت، وجعل يطيف بالجمل، كله بمعنى واحد: إذا استدار به من جميع نواحيه. حكى صاحب الأفعال فيه كله طاف وأطاف. وفي الجمهرة: طاف بالشيء دار حوله وأطاف به ألمَّ يه. وقال الخطابي: طاف يطوف من الطواف، وطاف يطيف من الطيف وهو الخيال، وأطاف يطيف من الإحاطة بالشيء.
وقوله:(كان يطوف على نسائه)(٤) وكذا في خبر سليمان (لأطوفَنَّ الليلةَ على تِسعين امرأةً)(٥) ويروى لأَطيفنَّ على اللغتين المتقدمتين، ومعناه هنا: