إنما قال ذلك لأن أمه سمّته بذلك، وقيل: بل سمته باسم أبيها أسد بن هاشم فكني بحيدرة عنه، وكان أبوه أبو طالب غائبًا، فلما قدم سماه عليًا. وقيل: لعله كان يلقب بهذا الاسم في صغره لعظم بطنه واجتماع خلقه، كما قيل: غلام حادر.
[(ح د ق)]
قوله:(كنا إذا احمرَّت الحدق اتقينا برسول الله ﷺ)(١) الحدق: جمع حدقة وهو: سواد العين وعبر به هنا عن جملة العين وعبر باحمرارها عن: شدة الحرب واحمرار بياض العيون: من الغضب يريد أن النبي ﷺ كان مقدمهم والحامي دونهم لفرط إقدامه وشجاعته.
ذكر في غير حديث الحديقة والحدائق. قال صاحب العين: الحديقة أرض ذات شجر، والحديقة كل روضة أحدق بها حاجز، قالوا: أصله كل ما أحاط به البناء، فسميت به البساتين والحديقة أيضًا: القطعة من النخل.
[(ح د و)]
قوله: في أنجشة (حاد حسن الصوت)(٢) مثل: رام، وحداء ممدود مثل: سقاء ونزل يحدو: الحدو هنا غناء سواق الإبل وزجره بها، وأصله الاتباع حدا يحدو إذا اتبع شيئًا.
[فصل الاختلاف والوهم]
ذكر في حديث الفواسق (٣): الحدأة، بكسر الحاء وفتح الدال والهمز مقصور، وهو طائر معروف لا يقال إلا بكسر الحاء. وقد جاء في بعض طرقه في الصحيحين: الحدأ مقصور مهموز بغير تاء وهو جمع حدأة، أو على قصد التذكير، وفي بعض طرقه: الحديا مصغرًا، وكذلك ذكره البخاري في "الصلاة"
(١) مسلم (١٧٧٦) بلفظ قريب. (٢) مسلم (٢٣٢٣). (٣) البخاري (١٨٢٨).