وقوله:(تسرح من الجنة حيث تشاء)(١) ونحن نسرح في الجنة، أي: ننعم ونتردد في ثمارها كسرح الإبل في المرعى.
ومنه:(تروح عليهم بسارحة لهم)(٢) أي: بماشية سرحت في مرعاها.
[(س ر د)]
قوله:(أسرد الصيام)(٣) أي: أواليه وأتابعه، ومنه قوله تعالى: ﴿وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ﴾ [سبأ: ١١] أي: في متابعة الخلق شيئًا بعد شيء حتى تتناسق، ومنه: فلان يسرد الحديث، ومنه قول عائشة:(لم يكن رسول الله ﷺ يسرد الحديث كسردكم)(٤) ومنه سميت حلق الدرع سرداً لتناسقها بعضها ببعض. وقيل: السرد سمر طرفي الحلقة، ومنه قوله: ﴿وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ﴾ أي: لا تجعل المسامير رقاقاً ولا غلاظاً.
وذكر السرادق وهو الخباء وشبهه وأصله: كل ما أحاط بالشيء وقيل: هو ما يدار حول الخباء كالظلة ونحوها.
[(س ر ر)]
قوله:(هل صمت من سرر هذا الشهر)(٥): بفتح السين والراء الأولى، كذا للكافة، وعند العذري، وبعضهم: بضم السين. قال أبو عبيد: سرار الشهر آخره حيث يستتر الهلال وسرر الشهر مثله، وأنكره غيره قال: ولم يأتِ في صوم آخر الشهر حض، وسرار كل شيء وسطه وأفضله، فكأنه يريد الأيام الغر من وسط الشهر. وقال ابن السكيت: سَرار الشهر وسِراره: بالفتح والكسر. قال الفراء: والفتح أجود. وقال الأزهري: سرر الشهر وسِراره وسُراره ثلاث لغات. وقال الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز: سره أوله، وقد جاء هكذا في مصنف
(١) مسلم (١٨٨٧). (٢) مسلم (٢٩٣٧). (٣) البخاري (١٩٤٢). (٤) البخاري (٣٥٦٨). (٥) مسلم (١١٦١).