وقوله:(ما لك حشيًا رابية)(١) قد تفسر في حرف الحاء وهما بمعنى: هي التي أصابها الربو وهو البهر، فانتفخت رئتها وحشاها: وعلا نفسها، يعتري ذلك من شدة المشي والجري وتناول المشقة والثقل. فال الخليل: ربا الرجل: أصابه نَفَس في جوفه، ومنه سميت الربوة لما ارتفع من الأرض: بالضم لارتفاعها، ويقال أيضًا في هذا: ربوة ورِبوة: بالكسر والضم والرباوة: بكسر الراء وفتحها والرابية، وقد جاءت بعض هذه الألفاظ في الحديث.
[(ر ب ي)]
وقوله: في الصدقة (إلا رباها له كما يربي أحدكم فلوّه)(٢) التربية والتربيب: القيام على الشيء والإصلاح والمعاهدة له، يقال: ربه ورباه ورببه ببائين، وربته بالتاء كله بمعنى: حضنه وقام عليه ومعنى الحديث هنا تضعيف الله أجره في ذلك وتكثيره.
[فصل الاختلاف والوهم]
في (حديث ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (٢١٤)﴾ [الشعراء: ٢١٤] فانطلق يربأ أهله) (٣) كذا في كتاب شيخنا أبي محمد الخشني، وأبي عبد الله التميمي: بباء بواحدة مفتوحة بعدها همزة، ومعناه يتطلع لهم ويتحسس. والربيئة: العين، والطليعة للقوم، وكان عند بقية شيوخنا وأكثر النسخ يرتو بتاء باثنتين فوقها مضمومة بغير همز، وقد يكون معناه أي: يتقدمهم ليتطلع لهم، وقد يكون معناه: يشدّ ويقوي بصائرهم. وقيل: هو من قولهم: رتا برأسه يرتو رتوًا مثل: الإيماء، والأول أظهر في معنى الحديث هنا.
قوله: في حديث الذي أمر أهله أن يحرقوه: (فأخذ مواثيقهم على ذلك وربي، ففعلوا به ذلك)(٤) كذا رواه البخاري، ورواه مسلم ففعلوا ذلك به وربي
(١) مسلم (٩٧٤). (٢) البخاري (٧٤٢٩). (٣) مسلم (٢٠٧). (٤) البخاري (٦٤٨١).