حديث الشعب:(فبال فتوضأ دون وضوء)(١) أراد توضأ وضوءًا خفيفًا، وكذلك جاء مفسرًا في حديث قتيبة:(فتوضأ وضوءًا خفيفًا) في حديث الشعب. وقيل: استنجى ولم يتوضأ للصلاة. وقيل: وضوءًا دون استنجاء أي: اقتصر على الاستجمار، والأولى أنه كما قال في الرواية الأخرى:(فتوضأ ولم يسبغ الوضوء)(٢) وهو عندي أظهر فيهما وأولى بما ذكرنا. وقد تقدم في حرف السين في قيام الليل:(فتوضأ وضوءًا بين الوضوءين)(٣) فسره في الرواية الأخرى: (فتوضأ ولم يكثر الماء، ولم يقصر) وفي الرواية الأخرى (وضوءًا حسنًا بين الوضوءين).
وقوله:(ثم توضأ وضوءًا هو الوضوء)(٤) أي: أسبغه وبالغ فيه، وفي تكراره والله أعلم.
[(و ض ح)]
قوله:(قتل جارية على أوضاح لها)(٥) قال أبو عبيد: يعني حلى فضة. وواحده وضح، وكذلك قوله فأخذوا وضاحًا. وقيل: هي حلى من حجارة. وقال الحربي: الأوضاح الخلاخل.
وقوله:(في السجود: (حتَّى نرى وضح إبطيه)(٦) بالفتح أي: بياضهما كما قال: (بياض إبطيه) في الحديث الآخَر، ومنه "وضح الصبح" إذا بان بياضه، والوضح: بياض الصبح. ومنه قوله:(من وجه النَّبِيّ ﷺ حين وضح لنا)(٧) أي: ظهر واستبان، ووضح لي الأمر منه مأخوذ من وضح الصبح.
وقوله:(وتركتم على الواضحة)(٨) أي: على الطريق البينة، وعند القعنبي: الواضح أي: الطريق البين لسالكه.
(١) الموطأ (٩١٤). (٢) البخاري (١٣٩). (٣) مسلم (٧٦٣). (٤) مسلم (٧٦٣). (٥) البخاري (٦٨٧٩). (٦) مسلم (٤٩٥). (٧) البخاري (٦٨١). (٨) الموطأ (١٥٦٠).