وقوله:(من أنفق زوجين في سبيل الله)(١) قال الحسن البصري: يعني اثنين، درهمين، دينارين ثوبين. وقال غيره: يريد شيئين درهمًا وديناراً، درهمًا وثوباً. وقال الباجي: يحتمل أن يريد بذلك العمل من صلاتين، أو صيام يومين.
وقوله:(وأعطاني من كل رائحة زوجاً)(٢) قيل: اثنين، وقد يقع الزوج على الاثنين كما يقع على الفرد، وقيل: الزوج الفرد إذا كان معه آخر. وقيل: إنما يقع على الفرد إذا ثنى كما قال تعالى: ﴿زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ﴾ [هود: ٤٠] ويحتمل أن يريد أنه أعطاها من كل رائحة صنفًا، والزوج المصنف، وقد قيل ذلك في قوله: ﴿وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (٧)﴾ [الواقعة: ٧] أو من كل شيء، شبه صاحبه في الجودة والاختيار. وقيل ذلك في قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ﴾ [يس: ٣٦] أي: الأشباه.
ويكون الزوج القرين أيضًا. وقيل ذلك في قوله تعالى: ﴿وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ﴾ [الدخان: ٥٤] ومثله قوله: (لَهُ زَوْجَتَانِ في الجنَّةِ) أي: قرينان، إذ ليس في الجنة تزويج ومعاقدة.
[(ز و ر)]
قوله:(إن لزورك عليك حقًا)(٣) أي: أضيافك جمع زائر مثل: راكب وركب، وكذلك قوله: أتانا زور، وكله بفتح الزاي، والواحد والجميع فيه بلفظ واحد. وقيل: إن الزور المصدر سمي به الزائر كما قالوا: رجل صوم وعدل. قال الشاعر:
فهم رضي وهم عدل
(١) مسلم (١٠٢٧). (٢) البخاري (٥١٨٩). (٣) البخاري (١٩٧٤).