وقوله: اتقوا المشتبهات، و (بينهما أمور مشتبهات)(١) وعند السمرقندي، فيها مشبهات، وعند الطبري: متشابهات وكله بمعنى، أي مشكلات. قال صاحب العين: المشبهات من الأمور. المشكلات. وذلك لما فيه من شبيه طرفين متخالفين، فيشبه مرة هذا، ومرة هذا، ويشتبه يفتعل منه، ويشبه غيرها بذلك، ومنه ﴿إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا﴾ [البقرة: ٧٠] أي: اشتبه.
وقوله: ﴿كِتَابًا مُتَشَابِهًا﴾ [الزمر: ٢٣] من هذا لكن معناه يشبه بعضه بعضًا في الحكمة والصدق ولا ينتاقض.
ومنه في طعام أهل الجنة ﴿وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا﴾ [البقرة: ٢٥] أي: في الجودة. وقيل: في المنظر، ويختلف في الطعم.
[فصل الاختلاف والوهم]
في باب كيف كان عيش النبي ﷺ، قول أبي هريرة:(ما أسأله إلا ليشبعني)(٢) كذا لابن السكن والنسفي والحموي، ولبقيتهم:"يستتبعني" أي: يقول: اتبعني أي: فيطعمني وهو المعروف في الرواية، وإن كانا يرجعان إلى معنى متقارب.
وفي باب كلام الرب مع أهل الجنة:(يا ابن آدم إنه لا يشبعك شيء)(٣) كذا لأبي الهيثم هنا وغيره، وعند بقية شيوخ أبي ذر والأصيلي:"لا يسعك" والأول المعروف في الرواية، وكذا جاء في غير هذا الموضع.
[الشين مع التاء]
[(ش ت ت)]
قوله: ويصدرون أشتاتًا أي متفرقين ومختلفين، الواحدة: شت.
(١) مسلم (١٥٩٩). (٢) البخاري (٦٤٥٢). (٣) البخاري (٢٣٤٨).