هذا ويعرض هذا) (١) كله أن يصد عنه ويوليه جانبه ولا يلتفت إليه. يقال: منه أعرض "بالألف". قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا﴾ [السجدة: ٢٢] ﴿أَعْرَضَ وَنَئَا بِجَانِبِهِ﴾ [فصلت: ٥١] ومعنى أعرض وأشاح هنا أي: كأنه ناظر إلى النار التي كان يذكرها قبل، فأعرض عنها حذرًا منها، وهو معنى أشاح، وسيأتي تفسيره.
وقوله:(أحدثك عن رسول الله ﷺ، وتُعارض فيه)(٢) أي: تخالفه، وتعترض عليه بمقال آخر تضاهيه به.
والعَرَض: بفتح العين والراء، ما أصاب من حوادث الدهر وأمراضه، وعرضه من الجن عارض، ومن المرض مثله.
وفي حديث حسان الذي ذكره مسلم:"عُرْضَتُها اللقاء"(٣) بضم العين معناه: قصدها ومذهبها. يقال: أعرضت عرضه أي نحوت نحوه، وقد يكون بمعنى صولتها في اللقاء، يقال: فلان عرضه لكذا أي: قوي عليه.
وقوله فيه:
فإن أبي ووالده وعرضي … لعرض محمد منكم وقاء (٤)
وقوله:(أعراضكم حرام)(٥) وذكر عرض المسلم هذا عند الكافة: كل ما يذكر به الرجل، وينتقص به من أحواله وأموره وسلفه، وحسبه، وأنكر هذا ابن قتيبة وقال: إنما عرض الرجل نفسه لا سلفه، وفي شعر حسان الخلاف أيضًا: ابن قتيبة يقول: أراد نفسه، وابن الأنباري وغيره يقول: أراد بقية أسلافه الذين أذم وأمدح بسببهم.
وقوله:(يبيح عقوبته وعرضه)(٦) أي: ذمه وسبه على ذلك.
(١) البخاري (٦٠٧٧). (٢) مسلم (٣٧). (٣) مسلم (٢٤٩٠). (٤) مسلم (٢٤٩٠). (٥) مسلم (١٦٧٩). (٦) البخاري، كتاب القرض، باب (١٣).