قوله:(احبس أبا سفيان عند حُطَم الخيل)(١) بالحاء المهملة، والخيل بالخاء المعجمة وهي رواية الأصيلي، وابن السكن، وأبي الهيثم، ورواه القابسي والنسفي:(خطم الجبل) بالخاء المعجمة في الأول، والجيم في الثاني وهو الأظهر، وقد قدمناه في حرف الجيم، والخلاف فيه وتفسيره.
في حديث سراقة:(وأخذت رمحي فحططت بزجه الأرض، وخفضت عاليه)(٢) كذا للأصيلي والقابسي والحموي: بالحاء المهملة أي: أملت أسفله وأعلاه لئلا يُرى فيكشفه، ورواه الباقون وغيرهم:(فخططت بزجه الأرض) بالخاء المعجمة وهو أبين وأشبه بالمعنى أي أنه خفض أعلاه وأمسكه في يده وجر الرمح وراءه: يخط بزجه بأسفله الأرض لئلا يظهر.
وقوله: ﴿وَقُولُواْ حِطَّةٌ﴾ [الأعراف: ١٦١](فبدلوا وقالوا: حنطة حبة في شعرة (٣) ويروى: في شعيرة، كذا للجرجاني وللمروزي:(حطة) والأول الصواب لأنهم غيروا وبدلوا، كما قال تعالى، فقالوا: حطي سمهاثًا، معناه: حنطة حمراء.
قوله: في حديث: الله ملائكة سيارة، (وحط بعضهم بعضًا بأجنحتهم)(٤) كذا في كتاب ابن عيسى في كتاب مسلم: بالحاء المهملة والطاء، وكذا قيده بعض أصحابنا عن القاضي أبي علي وهو صواب الروايات، قيل: معناه: أشار بعضهم إلى بعض بأجنحتهم للنزول لاستماع الذكر، ويعضده قوله في البخاري:(هلموا إلى حاجتكم) وكان في كتابي بخطي عن غيره "حظ"، بظاء مرفوعة معجمة وعليه علامة العذري والطبري، وفي بعض الروايات عن ابن الحذاء:"حض" أي حث، ولها معنى، وفي بعضها "حف" ولها معنى أيضًا، ويعضدها قوله في الحديث الآخر:(وحفتهم الملائكة) وفي البخاري: (ويحفونهم بأجنحتهم) أي: يحدقون بهم ويجتمعون حولهم، ويحيطون بهم من جوانبهم، وحفافا الشيء: جانباه، ولبعضهم عن ابن الحذّاء خص: بالخاء المعجمة والصاد المهملة، وهو بعيد.