الطبري والباجي: قد بغوا علينا وهو أصح، وكذا جاء في غير هذه الرواية في الصحيحين. ومعنى أبوا: أي قبول ما دعوناهم إليه من الإسلام والهدى أو أبوا إلا عداوة لنا وتحزبًا علينا.
وفي حديث: عبد الله بن أُبَيْ بن سلول: (وَعَزَمَ قومُهُ على تتويجه، فلما أبى الله ذلك بالحقِ الذي جئتَ به)(١) كذا هو بباء بواحدة لكافة الرواة وعند الأصيلي: أتى الله بالحق بتاء باثنتين فوقها، وكلاهما له وجه ومعنى الأول: أبى الله من تقديمه وإمضاء ما أراده قومُهُ من تمليكه بما قضاه من إسلامهم، وبعث نبيه ﵇، وهو معنى:"أتى"، في الرواية الثانية، ويعضد توجيه الرواية الأولى قوله في الحديث الآخر:(فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاك).
وفي الاستخلاف:(لقد هَمَمْتُ أَن أُرْسِلَ إلى أبي بكرٍ أَو آتيه فأَعْهَدَ)(٢) كذا لأبي ذر، وفي نسخة عنه: وآتيه. بغير ألف. وعند الأصيلي والقابسي والنسفي: إلى أبي بكر وابنه. قيل: هو وهم، والأول الصواب وعندي أن الصواب الرواية الثانية بدليل رواية مسلم: أن أَدعو أبَاكِ وأخاكِ حتى أكْتُبَ كِتابًا. وتكون فائدة التوجيه في ابن أبي بكر ليكتب الكتاب، أو ليكونا شهيدين عليه. وأيضًا أنه قاله في مرضه ﵇، وإتيانُهُ إِذْ ذاكَ لغيرِهِ متعذرٌ.
وفي تماري ابن عباس والحر بن قيس في حديث الخضر وسؤالهما أُبَيّ بن كعب:(فقال له أُبَيّ)(٣) كذا للسجزي بضم الهمزة وفتح الباء اسم المذكور أولًا، ولغيره من رواة مسلم، فقال:"إنّي" بكسر الهمزة والنون وكلاهما صحيح في المعنى، إذ يكون القائلُ (إنّي) أُبيًا المسؤول، والحديث عنه محفوظ، وجاء في البخاري: فقال أُبيّ: نعم، وفي رواية القابسي: فقال أُبيّ بن كعب. وعند الأصيلي فقال لي: نعم.
ومثله: في اللقطة والضالة (من رواية أُبَيّ قال: وجدت صرةً)(٤) كذا لهم بالباء وضم الهمزة. وعند السجزي: فقال: إنّي، بكسر الهمزة والنون وكلاهما