ومثله:(كنا نتحدث بحجة الوداع)(٣) وعند الأصلي: (في حجة الوداع، ولا ندري ما حجة الوداع) أي كنا نكررها ونذكر اسمها، "الباء" هنا و "في" بمعنى. كما قيل في قوله تعالى: ﴿وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (٤)﴾ [مريم: ٤] أي في دعائك، وقيل: معناها هنا مِنْ أجلِ.
ومثله قوله:(فلم أزل أسجد بها)(٤) ويروى فيها: يعني السجدة في انشقت.
قوله:(أتريد أن تجعلها بي)(٥) أي تلزمني هذه المسألة وتولني درك فتياها، و "الهاء" في تجعلها عائد على القصة أو الفتيا وشبهه، وقد تكون بمعنى مِنْ أَجْلِ، أي من أجل فتياي ورأيي، وقد حكى سيبويه هذا من معانيها، وقد قيل ذلك في قوله: ﴿وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (٤)﴾ [مريم: ٤] كما تقدم، المراد الكفارة أي تلزمنيها، والأول أظهر.
قوله: في القرآن: (لهو أشد تفصيًا من النعم بعقلها)(٦) كذا للجلودي في حديث زهير، ولابن ماهان فيه:(من عقلها) قالوا: وهو الصواب وكلاهما صواب، روي: بعقلها. ومن عقلها بمعنى. كما قيل في قوله تعالى: ﴿عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ﴾ [الإنسان: ٦] أي منها، وقيل: يشربون هنا بمعنى: يروون، وقد جاء في رواية أخرى:"في عقلها"، وهو راجع إلى معنى مِنْ.
ومثله في حديث ابن أويس في الإحداد:(فدعت بطست فمست به)(٧)