الواحدة منه والنهية: بالفتح واحد النهى مثل: تمرة وتمر أي: له من نفسه في كل حال زاجر، ينهاه عن المكروه، كما قيل:"التقي ملجم".
يقال: نهيته عنه ونهوته لغة والنهاية الغاية. وحيث ينتهي الشيء ويقف، كأنه امتنع عندها من الزيادة.
و ﴿سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى﴾ [النجم: ١٤] فسرها في الحديث: إليها ينتهي علم الخلائق أي: ما وراءها من الغيب الذي لا يطلع عليه ملك، ولا غيره، إلا رب السماوات والأرض. وقيل: إليها ينتهى فلا تتجاوز، يريد ملائكة الله ورسله. وقيل: إليها تنتهي الجنة في العلو، والأول أظهر.
وقوله: ﴿وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (٤٢)﴾ [النجم: ٤٢]، أي عنده تقف العقول والأفكار، وكل شيء منه، وإليه ينتهي ويضاف، وهو خالقه، ثم انقطع الكلام بعد فلا يضاف هو إلى شيء، ولا يقال بعده شيء.
وقوله:(فتناهى ابن صياد)(١) قيل: كثر استعمال الانتهاء في ترك ما يكره، حتى وضع موضع الفهم والعقل، كأن معناه عنده تنبه، وقد يكون معناه عندي:"تفاعل" من "النهى" وهو العقل أي: رجع إليه عقله، وتنبه لذلك من غفلته، وقد يكون أيضًا على بابه أي: انتهى عن زمزمته وتركها.
وقوله: في الأطفال: (فما يتناهى أو ينتهي حتى يدخله الجنة)(٢) يعني: أباه أي: ما يترك أخذه بأبيه وتعلقه به، وانتهى وتناهى وأنهى بمعنى: ويكون التناهي أيضًا من اثنين، ومنه قوله تعالى: ﴿لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ﴾ [المائدة: ٧٩] قيل: لا ينهى بعضهم بعضًا.
وقوله: في فضائل عمر: (حتى انتهى)(٣) قيل: معناه مات على تلك الحالة، وقد يصح عندي أن يكون حتى انتهى للغاية في الفضل، وفيما مدحه به.
(١) البخاري (٢٦٣٨). (٢) مسلم (٢٦٣٥). (٣) البخاري (٣٦٨٧).