(وأما لولا): فكلمة تأتي لذكر المسبب المانع أو الموجب، إذا كان لها جواب، وهذا أحسن من قول من قال من النحاة إنها لامتناع الشيء لوجوب غيره، فإنها قد تأتي لوجوب الشيء لوجوب غيره، ولامتناع الشيء لامتناع غيره.
وتأتي بمعنى "هلا" إذا كانت بغير جواب، كقوله تعالى: ﴿فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ﴾ [التوبة: ١٢٢] وكقوله في حديث معاذ: (فلولا صليت بـ ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ﴾ [الأعلى: ١] (٣) وقوله: في حديث خيبر: (لَوْلَا أَمْتَعْتَنَا بِهِ)(٤).
وقد تكون هنا "لا" زائدة، وكذلك إذا لم تحتج إلى جواب.
و"لوما" مثلها في الوجهين وسنذكرها بعد.
وأما مجيئها لوجوب الشيء لوجوب غيره فكقوله:(لَوْلَا الله مَا اهْتَدَيْنَا)(٥) و (لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله ما حميت عليهم من أرضهم شبرًا)(٦) و (لولا بنو إسرائيل لم يَخْنِزِ اللَّحْمَ ولولا حَوَّاء لم تخن امرأة زوجها)(٧).
وأما مجيئها لامتناع الشيء لامتناع غيره فكقوله ﵇:(لولا أن أَشُقَّ على أُمَّتي لا مَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ لِكُلِّ وُضُوءِ)(٨)(وَلَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ سَرِيَّةٍ)(٩)