واختلاف الروايات في هذا الحديث وبيان صوابه، والقارورة هنا واحدة القوارير، وهو أواني الزجاج.
ومنه في الحديث الآخر:(رِفْقًا بِالْقَوَارِير لا تكسر القوارير)(١) يعني، النساء، شبههن لضعف قلوبهن بقوارير الزجاج.، وقيل: خشي عليهن الفتنة عند سماع الحداء الحسن، ويحتمل أنه أشار إلى الرفق في السير لئلا تسرع الإبل بنشاطها بالحداء فيسقطن عنها، وقد استدل بعضهم على هذا بقوله: لا تكسر القوارير وهذا اللفظ معرض للتأويل الأول مستعار له.
وقوله: في حديث الإفك، (وكان يتحدث به فيقره)(٢) ولا ينكره: بضم الياء وتشديد الراء أي: يسكت عليه، ويترك الحديث به، فإذا لم ينكره فكأنه أثبته وأقره من القرار والثبات. ومنه الإقرار بالشيء: الاعتراف به كأنه أثبته، ومنه إقرار المحدث لما عنعن عليه إذا لم ينكره. وفي رواية بعضهم: فيقره: بفتح الياء وتخفيف الراء كأنه بمعنى يصححه ويمكنه، وفي الحديث نفسه:(وقرَّ في أنفسكم) أي: تمكن وثبت.
ومنه الوقار، وهو التثبت والسكينة.
وقوله:(قرَّتْ على كتابها)(٣) أي: بقيت وثبتت.
وفي بيع الدينار بالدينار نَسَاء (أن ابن عباس لا يقوله)(٤) زاد في رواية المروزي (أو لا يقر له) على الشك معناه: إن صحت لا يقر بصحة هذه الفتوى، والصواب:"يقوله" بدليل قوله آخر الحديث: كل ذلك لا أقول.
وقوله:(لا وقرّة عيني)(٥) وأقرَّ بك عينًا، وأقر الله عين نبيها، معناه: رؤية الإنسان ما يسر به، وبلوغه ما يوافقه وإذا كان ذلك بقيت عينه باردة قارة، والقر: البرد وإذا كان ضد ذلك أبكت الحال عينه، فسخنت من الدموع،