وقوله:(إن كان رسول الله ﷺ يتقدر في مرضه أين أنا؟) كذا رواية الجميع بالقاف: أي: يقدر أيام نسائه، وعند بعضهم: يتعذر (١). قيل معناه: يتمنع، وقد ذكرناه في حرف العين.
وكذلك تقدم هناك الخلاف في قوله: وما الله أعلم بقدر ذلك ويعذر ذلك.
وقوله:(أقدم حيزوم)(٢) كذا ضبطناه عن أبي بحر، في كتاب مسلم، وفي السير: بضم الدال من التقدم. يقال: قدم القوم بالفتح في الماضي إذا تقدمهم، وضبطناه عن القاضي التميمي فيهما أقدم، وكذا قيده عن أبي مروان بن سراج، وكذا قيدته أنا عن ابنه أبي الحسين شيخنا: أقدم، وكذا حكاه ابن دريد: بفتح الهمزة وكسر الدال أمر من الإقدام. قال ابن دريد: وجاء في الخبر: أقدم حيزوم: بكسر الهمزة يريد وفتح الدال والوجه ما أنبأتك به. وقال ثابت: أقدم: بكسر الدال تقدم في الحرب وأنشد:
وأقدم إذا ما أعين القوم تزرق
نحو قول ابن دريد.
وفي حديث الكسوف:(حين رأيتموني جعلت أقدم)(٣) كذا ضبطناه في كتاب مسلم: بضم الهمزة وفتح القاف. قال مسلم، وقال المرادي: أتقدم، وكذا ذكره البخاري. وهذا الوجه، ولعل الأول أقدم رجلي فحذفها. وقيل معناه: جعلت أقدم أي شرعت أتقدم، وضبطه بعضهم: أقدم: بضم الدال بمعنى: أتقدم أيضًا.
وفي فضل عثمان (والقَدم في الإسلام)(٤) كذا ضبطه القابسي: بفتح القاف وضبطه بعضهم بكسرها، ولكليهما وجه صحيح، والأول أوجه وإن كانا بمعنى.
(١) البخاري (١٣٨٩). (٢) مسلم (١٧٦٣). (٣) مسلم (٩٠١). (٤) البخاري (٣٧٠٠).