قَالَ مَعْمَر: أقام قَتَادةُ عند سَعِيد بْن المسيّب ثمانيةَ أيام، فَقَالَ لَهُ فِي اليوم الثامن [١] : ارتحل يا أعمى، فقد أنزفتني [٢] . وقَالَ قَتَادةُ: ما قُلْتُ لمحدِّثٍ قطّ أعِدْ عليّ [٣] ، وما سَمِعْتُ أُذُناي شيئًا قطّ إلا وعاه قلبي [٤] . وقال محمد ابن سِيرِين: قَتَادةُ أحفظ النَّاسَ [٥] . وقَالَ مَعْمَر: سَمِعْتُ قَتَادةُ يَقُولُ: ما فِي القرآن آيةٌ إلا وقد سَمِعْتُ فيها شيئًا.
قَالَ أَحْمَد بْن حنبل: قَتَادةُ عالم بالتفسير وباختلاف العلماء، ثم وصفه أَحْمَد بالفِقْه والحِفْظ، وأطنب فِي ذِكْره وقَالَ قلَّما تجد مِنْ يتقدّمه، تُوُفِّي سنة سبع عشرة. وقَالَ همّام: سَمِعْتُ قَتَادةُ يَقُولُ: ما أفتيتُ بشيءٍ مِنْ رأيي منذ عشرين سنة [٦] . وقد ذكر سُفْيان الثَّورِي قَتَادةُ مَرَّة فَقَالَ: وكان فِي الدنيا مثل قَتَادةُ [٧] .
وقَالَ مَعْمَر: قُلْتُ للزُّهْرِيّ: قَتَادةُ أعلم أو مكحول؟ قَالَ: لا، بل قَتَادةُ.
[ () ] المراغ من الأزد. [١] في طبعة القدسي ٤/ ٢٩٦ «الثالث» وما أثبتناه عن طبقات ابن سعد ٧/ ٢٣٠ وهو يتفق مع السياق. وفي التاريخ الكبير ٧/ ١٨٦ «كنت عند ابن المسيّب ثلاثة أيام» ... [٢] في طبقات ابن سعد «نزفتني» بالفاء. وانظر التاريخ الكبير ٧/ ١٨٦ ففيه «أنزفتني» . [٣] التاريخ الكبير ٧/ ١٨٦. [٤] الجرح والتعديل ٧/ ١٣٤. [٥] الجرح والتعديل ٧/ ١٣٤. [٦] الجرح والتعديل. [٧] الجرح والتعديل.