وَقَالَ محمد بْن جرير [٣] : إن عُمَر أقر على (فرج الباب) عبد الرحمن بْن ربيعة الباهلي وأمره بغزو التُّرْك، فسار بالنّاس حتى قطع الباب، فَقَالَ له شهريران [٤] : مَا تريد أن تصنع؟ قَالَ: أُناجزهم في ديارهم، وباللَّه إن معي لأقوامًا لو يأذن لنا أميرنا في الإمعان لَبَلَغْت بهم السّدّ.
ولما دخل عبد الرحمن على التُّرك حال الله بينهم وبين الخروج عليه وقالوا: مَا اجترأ على هذا الأمر إلا ومعهم الملائكة تمنعهم من الموت، ثُمَّ هربوا وتحصنوا، فرجع بالظفر والغنيمة، ثُمَّ إنه غزاهم مرتين في خلافة عثمان فيَسْلَم ويَغْنَم، ثُمَّ قاتلهم فاستُشْهد- أعني عبد الرحمن بْن ربيعة- فأخذ أخوه سلمان [٥] بْن ربيعة الراية، وتحيز بالنّاس، قَالَ: فَهُم- يعني التُّرْك- يستسقون بجسد عبد الرحمن حتى الآن.
خبر السَّدّ
الْوَلِيدُ: ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنِي رَجُلانِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إنّي قد رأيت السّدّ، قال: كيف
[١] تاريخ خليفة ١٦٥، تاريخ الطبري ٤/ ٣٠٤- ٣٠٦، الكامل في التاريخ ٣/ ١٣٢- ١٣٤. [٢] تاريخ الطبري ٤/ ١٦٠. [٣] في تاريخه ٤/ ١٥٥. [٤] في تاريخ ابن جرير (شهربراز) وفي المواضع التالية من النّصّ كذلك. [٥] في نسخة دار الكتب (سليمان) وهو خطأ، على ما في الأصل وتاريخ الطبري ٤/ ١٥٩، وأسد الغابة ٢/ ٣٢٧.