وفي ربيع الأوّل كانت وقعة أهلِ سَبْتَة مَعَ الفِرنج، وذلك أنّ متولّيها اليَنَشْتيّ [٢] كَانَ قد بالغ فِي تألُفهم، فكانوا يأتون بالتّجارات، فكثروا إلى الغاية بسَبْتَة بحيث إنّهم صاروا بها أكثر من أهلها، فطمعت الفِرنجُ وراموا تملُّكَ البلدِ وأعملوا الحيلة. وكان لأبي الْعَبَّاس اليَنَشْتيّ ابنان: أحدهما قائدُ البحر، والآخر قائدُ البرّ. فخرج قائدُ البرّ نوبة بجيشه لأخذِ الخراج من القبائل، فعزَمَ الملاعينُ عَلَى أمرهم، ولَبِسُوا أسلحتهم وخرجوا، فطلبوا من سقّاءٍ ماء، فأبى، فقتلوه، وشَرَعوا فِي القتال. وثارَ المسلمون إليهم، والتحم الحرب، فقتلوا من أهل
[١] انظر خبر الدراهم في: الحوادث الجامعة ٤٠، ٤١ (دون ذكر الأبيات) ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ١٥٧، ١٥٨، والعسجد المسبوك ٢/ ٤٧٥ وفيه البيتان: الأوّل والثالث، وتاريخ الخلفاء ٤٢٥، ٤٢٦، وشذرات الذهب ٥/ ١٤٧- ١٤٨. وفي المختار من تاريخ ابن الجزري، والعسجد المسبوك أبيات أخرى للقاضي محمد بن أبي الفضل الفقيه الحنفي. [٢] الينشتيّ: نسبة إلى ينشتة من أعمال بلنسية.