فيها ظهرت الدَّيْلَم، وذاك لأنّ أصحاب مرداويخ [١] دخلوا أصبهان، وكان من قُوّاده عليّ بن بُوَيْه. فاقتطع مالًا جليلًا وانفرد عن مخدومه.
ثمّ التقي هو ومحمد بن ياقوت، فهزم محمدا واستولى على فارس [٢] .
وكان بُوَيْه فقيرًا صعلوكًا يصيد السمك، رأى أنّه بالَ، فخرج من ذَكَره عمود نار. ثمّ تشعَّب العمود حتّى ملأ الدّنيا. فقصَّ رؤياه على معبّر، فقال: لا أعبّرها إلا بألف درهم.
فقال: والله ما رأيتُ عُشْرها، وإنّما أنا صيّاد.
ثمّ مضى وصادَ سمكه فأعطاه إيّاها، فقال له: ألكَ أولاد؟ قال: نعم.
قال: أبشِر فأنّهم يملكون الدّنيا، ويبلغ سلطانهم على قدر ما احتوت النّار الّتي رأيتها [٣] .
[١] يرد في المصادر «مرداويخ» ومزداويخ» ، بالراء المهملة والزاي المنقوطة، و «مرداويج» بالجيم المنقوطة في الآخر كما في: تجارب الأمم ٥/ ٢٧٥ وما بعدها. انظر عنه: الأوراق للصولي ٢٠ و ٦٢، وقال ابن الوردي «مرداويج» : بفتح الميم وسكون الراء وفتح الدال المهملتين ثم ألف وواو ممالة وياء مثنّاة تحت وجيم. فارسيّة معناها: معلّق الرجال. (تاريخ ابن الوردي ١/ ٢٦٧) . [٢] تكملة تاريخ الطبري ٨٨ وفيه «مزداويج» ، وسيعاد الخبر مفصّلا، تجارب الأمم ٥/ ٢٧٩، النجوم الزاهرة ٣/ ٢٤٤. [٣] انظر رواية مختلفة في: تاريخ حلب ٢٨٧، ورواية مفصّلة في: المنتظم ٦/ ٢٦٨، والكامل في