تُوُفّي رحمه الله في شهر ربيع الآخر. وكان شيخ الصُّوفيّة في زمانه.
ذكره عبد الغافر [٣] فقال: هو شيخ الشيوخ في عصره وزمانه، [٤] المنفرد بطريقته في التذكير التّي [٥] لم يُسبق إليها في عبارته وتهذيبه، وحسن آدابه [٦] ، ومليح استعاراته [٧] ، ودقيق إشاراته ورقة ألفاظه، [٨] ووقع كلامه في القلوب.
دخل نَيْسابور، وصحب زينَ الإسلام القُشَيْريّ [٩] ، وأخذ في الاجتهاد البالغ. وكان ملحوظًا من الإمام بعين العناية، موفرًا عليه منه طريقة الهداية [١٠] .
وقد مارس في المدرسة أنواعًا من الخدمة، وقعد سنين في التفكير، وعَبَر قناطر المجاهدة، حتّى فُتِح عليه، لوامع من أنوار المشاهدة.
ثمّ عاد إلى طُوس، واتصل بالشيخ [١١] أبي القاسم الكركانيّ الزّاهد [١٢]
[١] انظر عن (الفضل بن محمد) في: الأنساب ٩/ ٢١٩، والمنتخب من السياق ٤١٣، ٤١٤ رقم ١٤٠٧، ومعجم البلدان ٤/ ٢٢٨، واللباب ٢/ ٤٠٥، والإعلام بوفيات الأعلام ١٩٧، وسير أعلام النبلاء ١٨/ ٥٦٥ رقم ٢٩٤، والعبر ٣/ ٢٨٨، ودول الإسلام ٢/ ٨، ومرآة الجنان ٣/ ١٢٢، وطبقات الشافعية الكبرى ٤/ ٩، ١٠، وتاريخ الخميس ٢/ ٤٠١، وشذرات الذهب ٣/ ٣٥٥، ٣٥٦. [٢] الفارمذيّ: ضبطها ابن السمعاني بفتح الراء والميم، وضبطها ياقوت بسكون الراء وفتح الميم. وهي نسبة إلى فارمذ: قرية من قرى طوس. [٣] في (المنتخب من السياق ٤١٣) . [٤] كلمة: «وزمانه» ليست في المطبوع من المنتخب. [٥] في (المنتخب) : «الّذي» . [٦] في المطبوع من (المنتخب) : «أدائه» . [٧] في المطبوع من (المنتخب) : «استعارته» . [٨] في (المنتخب) زيادة: «الفائقة» . [٩] العبارة في (المنتخب) : «تعلّم العلم في صباه، ثم دخل نيسابور ودخل مدرسة القشيرية وانخرط في سلك خدم الإمام زين الإسلام، وإرادة طريقة التصوف» . [١٠] في (المنتخب) زيادة بعدها: «ملقنا ما يليق بحاله من الأذكار، إلى أن انفتح عينه، ونفذ في الطريقة» . [١١] زاد في (المنتخب) : «العارف» . [١٢] كلمة «الزاهد» غير موجودة في المطبوع.