قَالَ ابن إِسْحَاق، عَنْ عاصم بن عمر، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ: أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلّما كَانَ يخرج فِي غزوة إلّا أظهر أَنَّهُ يريد غيرها، إلّا غزوة تَبُوك فإنه قَالَ: أيها النّاس، إنّي أريد الرُّوم. فأَعْلَمَهُمْ. وذلك فِي شدّة الحرّ وَجَدْبٍ [من][٢] البلاد. وحين طابت الثِّمار، والناس يحبّون المقام فِي ثمارهم.
فبينا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يوم فِي جَهازه، إذْ قَالَ للجَدِّ بْن قَيْس:«يا جَدّ، هَلْ لَكَ فِي بنات بني الأَصْفَر؟ [٣] فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لقد علم قومي أنّه ليس أحدٌ أشدّ عُجْبًا بالنِّساء منّي. وإنّي أخاف إنْ رأَيتُ نساء بني الأصْفَر أَن يَفْتِنَّنِي، فائذنْ لي يَا رَسُولَ اللَّهِ. فأعرض عنه [١١٣ أ] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: «قد أَذنْتُ لك» . فنزلت وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا في ٩: ٤٩
[١] انظر عنها: المغازي لعروة ٢٢٠، المغازي للواقدي ٣/ ٩٨٩، تاريخ خليفة ٩٢، سيرة ابن هشام ٤/ ١٧٣، طبقات ابن سعد ٢/ ١٦٥، تاريخ الطبري ٣/ ١٠٠، الدرر في المغازي والسير لابن عبد البر ٢٥٣، جوامع السيرة لابن حزم ٢٤٩، نهاية الأرب للنويري ١٧/ ٣٥٢، عيون التواريخ للكتبي ١/ ٣٤٤، عيون الأثر لابن سيّد الناس ٢/ ٢١٥ وغيره. [٢] سقطت من الأصل، وأثبتناها من نسختي (ع) و (ح) . [٣] بنو الأصفر: هم الروم.