قَالَ أَبُو المُظَفَّر سبط الْجَوْزيّ [٣] : اجتمعت بِهِ بخِلاط، وَكَانَ يتردّد إلينا، ويقرأ طيّبا، ثمّ داخل الدَّوْلَة، جاءني يوما يبكي، فَقَالَ: البارحة حضرت عند الْأشرف، وناولني قدحا. فامتنعت، وَهُوَ ساكت ينظر، فما زالوا بي حَتَّى شربته، فعضّ الأشرف على إصبعه وقال: وا لك فعلتها! حطّيت [٤] الخمر على مائة وأربعة عشر سورة؟! والله لو خيّرت أن أحفظ القُرْآن كما تحفظه، وأدعُ مُلكي، لاخترتُ حفظ القُرْآن. ثُمَّ نزلت [٥] حُرْمته فَكَانَ يدور البلاد عَلَى أصحاب القلاع لرسوم لَهُ عَلَيْهِم. فخرج من حَرّان ومعه ثلاثة غِلمان مُرْد، فنام في وادٍ، فقتلوه، وأخذوا ما معه، فظفر بهم الحاجب عَليّ فقتلهم بِهِ.