قَالَ البكّائي، عَنِ ابن إِسْحَاق [١] : ثُمَّ أقام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة ذا الْحَجَّةِ والمحرَّم وصَفَرًا وشهرَيْ ربيع، وخرج فِي جُمَادى الأولى إلى بني لحْيان يطلب بأصحاب الرَّجيع: خُبَيْب بْن عَدِيّ وأصحابه، وأظهر أنّه يريد الشام ليصيب من القوم غِرَّةً، فوجدهم قد حذروا وتمنَّعوا فِي رءوس الجبال.
فقال: لو أنّا هبطنا عُسْفان لرأى أهلُ مكة أنّا قد جئنا مكة. فهبط فِي مائتي راكب من أصحابه حتى نزلوا عسفان. ثم بعث فارسَيْن من أصحابه حتى بلغا [٢] كِراعَ الغَمِيم، ثُمَّ كَرّا، وراح قافلًا [٣] .
[غزوة الغابة أو غزوة ذي قرد [٤]]
ثم قدم فأقام بِهَا ليالي، فأغار عُيَيْنَة بْن حصْن فِي خيل من غطفان على
[١] سيرة ابن هشام ٣/ ٢٩٧. [٢] في ع: بلغ. والتصويب من سيرة ابن هشام. [٣] انظر الخبر في تاريخ الطبري ٢/ ٥٩٥. [٤] قرد: قال السهيليّ: بضمّتين، هكذا ألفيته مقيّدا عن أبي علي، والقرد في اللغة: الصوف