فِي يوم الإثنين، لأربعٍ بَقِينَ من صَفَر. ذكر الواقديّ [١] أنهم قَالُوا:
أمر النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتَّهيُّؤ لغزْو الرّوم. ودعا أُسَامة بْن زيْد، فقال: سِرْ إلى موضع مقتل أبيك، فأَوْطِئْهم الْخَيْلَ، فقد وَلَّيْتُك هذا الجيش. فأَغِرْ صباحًا عَلَى أهُل أُبنى [٢] ، وأسرع السَّيْر، تسبق الأخبار. فإن ظفرتَ فأقْلِلْ اللَّبْث فيهم، وقَدِّم العيون والطلائع أمامك. فلما كان يوم الأربعاء، بدئ بِرَسُولِ [٣] اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ. فحُمَّ وصُدِّع.
فلمّا أصبح يوم الخميس، عَقَد لأسامة لواء بيده، فخرج بلوائه معقودا، [١٣١ ب] يعني أسامة. فدفعهُ إلى بُرَيْدة بْن الحُصَيْب الأسلميّ،
[١] في المغازي (٣/ ١١٧- ١١٩) . [٢] أبنى: موضع بفلسطين بين عسقلان والرملة، وقيل قرية بمؤتة. قال ياقوت: بالضم ثم السكون وفتح النون والقصر، بوزن حيلى، موضع بالشام من جهة البلقاء. (معجم البلدان ١/ ٧٩) . [٣] في الأصل، ع: «بدئ رسول الله» . والمثبت عن ح.