عملت الرافضة يوم عاشورا بالنَّوح وتعليق المُسُوح، وعيّدوا يوم الغدير وبالغوا في الفرح [١] .
ولم يحجّ أحد من الشام ولا مصر [٢] .
وفيها كانت فتنة الأمير أبي الحسن محمد بن المستكفي باللَّه عبد الله بن المكتفي باللَّه على ابن المعتضد العبّاسي لما خُلِع أبوه المستكفي وسُمل [٣] ، وهرب هو ودخل الشام ومصر وأقام هناك عند كافور الإخشيدي، فلاذ به جماعة وأطمعوه في الأمر وقالوا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المهدي من بعدي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي»[٤] وإنْ أنت قدمت بغدادَ بايعك الدَّيْلَم، فتوجّه إلى بغداد ثم دخلها سرًا وبايعه جماعة من الدّيلم في هذه
[١] المنتظم ٧/ ٤٣، الكامل ٨/ ٥٨٩. [٢] شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام (بتحقيقنا) - ج ٢/ ٣٥١. [٣] سمل: قدحت عيناه. [٤] أخرج الترمذيّ نحوه في كتاب الفتن (٢٣٣١) باب ما جاء في المهديّ (٤٤) من طريق: سفيان الثوري، عَنْ عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي» . وفي الباب عن: عليّ، وأبي سعيد، وأمّ سلمة، وأبي هريرة. وقال الترمذيّ: هذا حسن صحيح.