ثُمَّ سار إلى مارِدِين وبها حَمْدَان، وخلف فيها ابنه، فنازلها المُعْتَضِد، فحاربه من كان بها. فلما كان مِن الغد ركب المُعْتَضِد ودنا من باب القلعة، فصاح بنفسه: يا ابن حَمْدَان. فأجابه، فَقَالَ: افتح الباب. فَقَالَ: نعم. ففتحه، وقعد المُعْتَضِد على الباب، ونقل ما فيها من الحَوَاصِلِ. وأمَرَ بهدمها، فهُدمت.
ووجّه وراء حَمْدَان، ثُمَّ ظفر به وحبسه [١] .
[الظفر بشدّاد الكُرْديّ]
ثُمَّ سار المُعْتَضِد إلى قلعة الحَسَنيّة [٢] ، وبها شداد الكُردي، في عشرة آلاف مقاتل، فحاصره حَتَّى ظفر به، وهَدَمَها [٣] .
[هدم المُعْتَضِد دار النَّدْوَة]
وفيها هدم المُعْتَضِد دار النَّدْوة بمكة، وصيَّرها مسجدا إلى جانب المسجد الحرام [٤] .
[١] انظر الخبر في: تاريخ الطبري ١٠/ ٣٨، ومروج الذهب ٤/ ٢٦٤، والمنتظم ٥/ ١٤٧، والكامل ٧/ ٤٦٦، وتاريخ مختصر الدول ١٥٠، والمختصر في أخبار البشر ٢/ ٥٦، وتاريخ ابن خلدون ٣/ ٣٤٨. [٢] الحسنيّة: بلد في شرق الموصل، بينها وبين جزيرة ابن عمر. (معجم البلدان ٢/ ٢٦٠) . [٣] انظر الخبر في: الكامل لابن الأثير ٧/ ٤٦٦، وتاريخ حلب للعظيميّ ٢٧٠، ونهاية الأرب ٢٢/ ٣٤٩، والبداية والنهاية ١١/ ٧٠. [٤] انظر عن آثار المعتضد في المسجد الحرام: كتاب أخبار مكة للأزرقي ١/ ٣٢١ و ٢/ ٨٩ و ١١١ و ١١٤ (بالحاشية) ، وكتاب شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام لقاضي مكة المالكي (بتحقيقنا) ج ١/ ١٨٨ و ٣٤٦ و ٣٤٧ و ٣٦٣ و ٣٦٤، والخبر نقله السيوطي عن المؤلّف- رحمه الله- في: تاريخ الخلفاء ٣٧٠.