من قرية الْجُبَّة [٤] من عمل طرابُلُس بجبل لبنان. قَالَ: كنَّا نصارى، فمات أَبِي ونحن صغار، فقدَّر الله أنْ وقعتْ حروب، فخرجنا مِن القرية وكان فيها جماعة مسلمون [٥] يقرءون القرآن، فأبكي إذَا سمعتهم، قَالَ: فأسلمت، وعمري إحدى عشرة سنة، ثُمَّ رحلتُ إِلى بغداد في سنة أربعين.
قَالَ ابنُ النّجّار: قدِم بغداد وصحِب الشّيخ عَبْد القادر، وتفقّه على مذهب أَحْمَد، وسمع من أبي الفضل الأرمويّ، وأحمد ابن الطّلّاية، وابن
[١] انظر عن (عبد الله بن أبي الحسن) في: معجم البلدان ٢/ ١٠٩، والتقييد لابن نقطة ٣٢٩ رقم ٣٩٨، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي ١٥/ ٢٨٨، والتكملة لوفيات النقلة ٢/ ١٥٣، ١٥٤ رقم ١٠٥٩، والعبر ٥/ ١٢، ١٣، وسير أعلام النبلاء ٢١/ ٤٨٨ رقم ٢٥١، والمشتبه ١/ ١٢٧، والمختصر المحتاج إليه ٢/ ١٧٨، ١٧٩ رقم ٨٢١، والذيل على طبقات الحنابلة ٢/ ٤٤- ٤٧ رقم ٢٢٤، والوافي بالوفيات ١٧/ ١٣٠ رقم ١١٥، وقلائد العقيان للتادفي ١٢٩، ١٣٠، وشذرات الذهب ٥/ ١٥، ١٦، والتاج المكلّل للقنوجي ٢١٩، وتوضيح المشتبه ٢/ ١٤٣، والقاموس المحيط ١/ ٤٣. ويقول خادم العلم وطالبه محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد نشرت عن «عبد الله بن أبي الحسن» هذا دراسة في: مجلّة الفكر الإسلامي، العدد ٥، سنة ١٩٨٠- ص ٣٤- ٣١ بعنوان «نصارى من جبل لبنان أسلموا وحسن إسلامهم» ، ثم ذكرت له ترجمة موسّعة في كتابي: موسّعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- ق ٢ ج ٢/ ٢٣٩- ٢٤٩ رقم ٥٨٦. [٢] في تكملة المنذري ٢/ ١٥٣ «بن أبي الفضل» ، والمثبت عن الأصل والمصادر الأخرى، وهو الأصح كما قال ابن رجب في ذيله ٢/ ٤٥. [٣] قال ياقوت: كذا كان ينسب نفسه وهو خطأ والصواب الجبّيّ. (معجم البلدان ٢/ ١٠٩) . [٤] الجبّة: بضم الجيم وتشديد الباء الموحّدة، وفي آخره تاء التأنيث. وهي تطلق على بلدة الحدث أو بلدة بشري، والاثنتان من عمل الجبّة، فيقال: «حدث الجبّة» ، ويقال: «جبّة بشري» . وهما في جبل الأرز بين طرابلس وبعلبكّ، وسكانهما الآن نصارى موارنة. [٥] هذا يدل على وجود مسلمين في الجبّة آنذاك.