وأسرع السّلطان حَتَّى نزل بعشترا، وعرض العساكر وأنفق فيهم، وسار بهم وقد ملئوا الفضاء فنزل الأُرْدُنّ، ونزل مُعظم العساكر. وسار إلى طبريَّة فأخذها عَنْوةً، فتأهَّبت الفِرَنج وحشدوا، وجاءوا من كُلّ فجّ وأقبلوا، فرتَّب عساكره فِي مقابلهم وصابَحَهم وبايتهم.
وكان المسلمون اثني عشر ألف فارس وخلْقٍ منَ الرجَّالة. وقيل كَانَ الفِرَنج ثمانين ألفا ما بَيْنَ فارسٍ وراجل. والتجئوا إلى جبل حِطّين، فأحاط المسلمون بهم من كُلّ جانب، فهرب القومُّص لَعَنَه اللَّه، ووقع القتال، فكانت
[١] في الأصل: «مرتقب» . [٢] النوادر السلطانية ٧٤، الكامل في التاريخ ١١/ ٥٢٩، ٥٣٠، تاريخ الزمان ٢٠٧، تاريخ مختصر الدول ٢٢٠، زبدة الحلب ٣/ ٩١، الفتح القسي ٥٩، المختصر في أخبار البشر ٣/ ٧١، دول الإسلام ٢/ ٩٣، تاريخ ابن الوردي ٢/ ٩٦، البداية والنهاية ١٢/ ٣٢٠، تاريخ ابن خلدون ٥/ ٣٠٥، السلوك ج ١ ق ١/ ٩٢، شفاء القلوب ١١٩، تاريخ ابن سباط ١٧٤، ١٧٥.