وفيها نازلت الإفرنج حران، فسار لجهادهم سُقْمان [١] وجَكَرْمِش في عشرة آلاف فارس، فكانت الوقعة عَلَى نهر البَلِيخ [٢] ، فانهزم المسلمون أوّلًا، وتبعتهم الإفرنج فرسخين، ثمّ عاد المسلمون عليهم فقتلوهم كيف شاءوا، وغنموا أسلابهم، وكان فتحًا عظيمًا أذلّ نفوس الإفرنج بالمرة [٣] .
[[هرب صاحب أنطاكية وصاحب الساحل]]
وكان بيمند صاحب أنطاكيّة وتنكري [٤] صاحب السّاحل قد كمنا وراء جبل، فلما خرجا رَأيا أصحابهم منهزمين، فتسحبّا باللّيل، وفطن بهم المسلمون فتبعوهم، وقتلوا وأسروا. وأَفْلَت المَلِكان في ستة فرسان [٥] .
[وقوع قُمْص الرُّها في الأسر]
وأسروا قُمْص الرُّها، وحاز الغنيمة عسكرُ سُقْمان، ولم يَظْفِرْ عسكرُ جَكَرْمِش صاحب المَوْصِل بطائل [٦] .
[تملك سُقْمان الحصون من الإفرنج]
ورحل سُقْمان وألبس أصحابه أسلاب الإفرنج، ورفع أعلامهم، وكان يأتي الحصن فتخرج الإفرنج منه، ظنًّا أنّ هؤلاء أصحابهم، فيقتلونهم، وتملّك
[ () ] ١٢/ ١٦٣، تاريخ ابن الوردي ٢/ ١٥، الدرّة المضيّة ٤٦٣، مآثر الإنافة ٢/ ١٦، تاريخ سلاطين المماليك ٣ و ٢، ٢٣، اتعاظ الحنفا ٣/ ٣٤ و ٣٦، النجوم الزاهرة ٥/ ١٨٨، الإعلام والتبيين ١٥، شذرات الذهب ٣/ ٤٠٤، تاريخ الأزمنة ٩٥، تاريخ الرهاوي ٢/ ٤٦٧- ٤٦٩. [١] يقال: سقمان (بالقاف) ، وسكمان (بالكاف) . [٢] البليخ: الخاء معجمة. نهر بالرقّة. (معجم البلدان ١/ ٤٩٣) . [٣] تاريخ الفارقيّ ٢٧٤ (حوادث سنة ٤٧٩ هـ.) ، الكامل في التاريخ ١٠/ ٣٧٣- ٣٧٥، مرآة الزمان ج ٨ ق ١/ ١٠، المختصر في أخبار البشر ٢/ ٢٣٧، العبر ٣/ ٣٤٥، ٣٤٦، دول الإسلام ٢/ ٢٧، مرآة الجنان ٣/ ١٦٠، تاريخ ابن خلدون ٥/ ٣٣، تاريخ ابن الوردي ٢/ ١٥، الإعلام والتبيين ١٥، شذرات الذهب ٣/ ٤٠٤، تاريخ الأزمنة ٩٧. [٤] في الأصل: «فتكري» . وهو «تنكريد» ، وفي مرآة الزمان ج ٨ ق ١/ ٩: «طنكري» . [٥] الكامل في التاريخ ١٠/ ٣٧٤، مرآة الزمان ج ٨ ق ١/ ٩، تاريخ ابن خلدون ٥/ ٣٣. [٦] الكامل في التاريخ ١٠/ ٣٧٤، ٣٧٥، المختصر في أخبار البشر ٢/ ٢١٧، تاريخ ابن خلدون ٥/ ٣٣.