ذكره القاضي جمالُ الدِّين عليّ بن يوسُف القِفْطيّ الوزير في «تاريخ النُّحاة»[٣] لَهُ، وأنَّه كتب إليه رسالة من المَوْصِل شرحا لِما تمَّ على خُراسان منها:
«وقد كَانَ المملوكُ لَمّا فارق مولاه أراد استعتاب الدَّهر الكافح [٤] ، واستدرار خِلْف [٥] الزّمان الجامح [٦] ، اغترارا بأنّ في الحركة بَرَكَة، والاغترابُ داعيةُ الاكتساب [٧] ، فامتطى غارِبَ الأمل إلى الغُرْبة، وركب ركوب [٨] التّطواف مع كلّ صُحْبة، قاطِعَ الأغوارِ والأنجاد حَتّى بلغ السَّدّ [٩] أو كاد، فلم يُصْحَب لَهُ دَهْرُهُ الحَرُونُ [١٠] ، ولا رقَّ لَهُ زمانُه المفتون.
[١٢] وهيهات مع حِرفة الأدب، بلوغُ وطرٍ أو إدراكُ أَرَب، ومع عُبُوس الحظِّ، ابتسامُ الدّهر الفَظِّ. ولم أزل مع الدّهر [١٣] في تَنْفيدٍ وعتاب، حتّى
[ () ] إربل ١/ ٣٢٢) . [١] ذكر ابن المستوفي بعده: «مجموع كلام أبي علي الفارسيّ» ، و «عنوان كتاب الأغاني» (١/ ٣٢٤) . [٢] اقتضبه من كتاب «النسب الكبير» لابن الكلبي. [٣] هو «أنبأه الرواة على أنباه النحاة» ٤/ ٨٤ وما بعدها. [٤] في أنبأه الرواة: «الكالح» . [٥] خلف: بكسر الخاء المعجمة: حلمة ضرع الناقة. [٦] في (الإنباه) : «الزمن الغشوم الجامح» . [٧] في (الإنباه) : زيادة بعدها فيها شعر. [٨] في (الإنباه) : «ركب» . [٩] أي سدّ يأجوج ومأجوج في الصين. [١٠] في وفيات الأعيان: «الخئون» والمثبت يتفق مع (الإنباه) . [١١] في (الإنباه ٤/ ٨٥) «عن عيب» . [١٢] في (الإنباه) : زيادة. [١٣] في (الإنباه) : «الزمان» .