فضّله مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ عَلَى ابن القاسم في الرأي. فذُكر ذَلِكَ لمحمد بْن عُمَر بْن لُبَابة الأندلسيّ فقال: إنّما قَالَ ذَلِكَ ابن عَبْد الحَكَم لأنّه لازم أشهب، وكان أخْذُهُ عَنْهُ أكثر. وابن القاسم عندنا أفقه في البيوع وغيرها [٢] .
قالَ ابن عَبْد البر [٣] : أشهب شيخه، وابن القاسم شيخه، وهو أعلم بهما لكثرة مجالسته لهما وأخذه عَنْهُمَا.
قَالَ [٤] : ولم يدرك الشّافعيّ حين قدِم مصر أحدًا من أصحاب مالك إلا أشهب، وابن عَبْد الحَكَم.
وعن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعْتُ أشهب في سجوده يدعو على الشافعي بالموت. فذكرت ذَلِكَ للشافعي، فأنشد:
تمنّى رجال أنّ أموت وإن أمتْ ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد
فقل للذي تمنّى [٦] خلاف الّذي مضى ... تهيّأ [٧] لأُخرى مثلَها [٨] ، فكأن قد [٩]
[١] في الانتقاء ١١٢. [٢] ترتيب المدارك ٢/ ٤٤٨. [٣] في الانتقاء ١١٢، وتهذيب الكمال ٣/ ٢٩٧. [٤] في الانتقاء، والديباج المذهب ١/ ٣٠٧، ووفيات الأعيان ١/ ٢٣٩. [٥] ترتيب بالمدارك ٢/ ٤٤٨. [٦] هكذا في الأصل، وفي وفيات الأعيان «يبغي» ، وكذلك في: أمالي القالي، والوافي بالوفيات. [٧] في أمالي القالي، ووفيات الأعيان: «تجهّز» . وفي الوافي بالوفيات «تزوّد» . [٨] في وفيات الأعيان «غيرها» ، وكذلك في الوافي. [٩] البيتان مع بيت ثالث في: أمالي القالي ٢/ ٢١٨ وفيه أن يزيد بن عبد الملك كتب إلى هشام هذه الأبيات، فكتب إليه هشام بيتين. وعاد يزيد فكتب إليه أبياتا كثيرة أخرى. وذكر ابن عبد ربّه في (العقد الفريد ٤/ ٤٤٣) بيتين، الأول كما هنا، أما الثاني فهو: لعلّ الّذي يبغي رداي ويرتجي ... به قبل موتي أن يكون هو الردي وقد خرّج الدكتور إحسان عباس في حاشية (وفيات الأعيان ١/ ٢٣٩) البيتين فقال إنهما ينسبان لعبيد بن الأبرص، وقال الراجكوتي في ذيل السمط ١٠٤ إنه وجد الشعر في كتاب الاختيارين منسوبا لمالك بن القين الخزرجي. وأضاف إلى التخريج: مروج الذهب ٣/ ١٣٦، وقد