وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَتَّقِي هَذِهِ الْعَدَسَةَ كَمَا يُتَّقَى الطَّاعُونُ. حَتَّى قَالَ رَجُلٌ من قريش لا بنيه: ويحكما؟ أما [٧] تستحيان أنّ أبا كما قَدْ أَنْتَنَ فِي بَيْتِهِ لَا تَدْفِنَانَهُ؟ فَقَالَا: نَخْشَى عَدْوَى هَذِهِ الْقُرْحَةِ. فَقَالَ: انْطَلِقَا فَأَنَا أعينكما فو الله مَا غَسَّلُوهُ إِلَّا قَذْفًا بِالْمَاءِ عَلَيْهِ مِنْ بَعِيدٍ. ثُمَّ احْتَمَلُوهُ إِلَى أَعْلَى مَكَّةَ، فَأَسْنَدُوهُ إِلَى جِدَارٍ، ثُمَّ رَضَمُوا [٨] عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ [٩] .
رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ مِنْ طَرِيقِ يُونُسَ بْنِ بكير عنه بمعناه. قال:
[١] البلق: جمع أبلق وبلقاء، وهو ما يجتمع فيه البياض والسواد. [٢] ما تليق شيئا، ما تمسكه. [٣] سيرة ابن هشام ٣/ ٥٥ [٤] ثاورته: واثبته وساورته. (تاج العروس ١٠/ ٣٤٣) . [٥] العدسة: بثرة صغيرة شبيهة بالعدسة تخرج بالبدن مفرّقة كالطّاعون فتقتل غالبا وقلّما يسلم منها. [٦] سيرة ابن هشام ٣/ ٥٥. [٧] في ع، ح. (ألا) . [٨] رضموا عليه الحجارة: وضعوا بعضها فوق بعض. [٩] الروض الأنف ٣/ ٦٧.