وطوّل ابن خَلِّكان ترجمته، ثم قَالَ [١] : ومن وَقَفَ عَلَى هذه الترجمة، فلا ينسُبْني إلى المُغالاةِ، فمن كَانَ فاضلا وعَرَف ما كانَ عَلَيْهِ الشيخُ، عَرَف أنِّي ما أعرتُه وصفا، ونعوذُ باللَّه من الغُلُوِّ.
ثم إنّ القاضي- رحمه اللَّه- أنصفَ، وقال [٢] : كَانَ- سامحه اللَّه- يُتَّهم فِي دينه لكونِ العلومِ العقليةِ غالبة عَلَيْهِ. وعَمِلَ فِيه العمادُ المغربيّ وهو عمرُ بن عَبْد النّور الصُّنْهاجي النَّحْويّ.
أجِدَّك أن قد جاءَ بعد التّعبّس ... غزال بوَصْلٍ لي وأصْبَحَ مُؤْنسي
وعاطَيْتُه صَهْباءَ مِنْ فيهِ مَزْجُها ... كرِقَّةِ شِعْري أو كدينِ ابن يونسِ [٣]
وللعماد هذا فِيهِ- وقد حضر درسَ الشَّيْخ جماعةٌ بالطَّيَالسة-:
كما كمال الدين للعلمِ والعُلَى ... فهيهاتَ سَاعٍ فِي مَعَاليك [٤] يَطْمَعُ