وقال محمد بن الضحاك الحزامي [١] ، عن أبيه، أن عليًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خطب بَعْدَ الحَكَمين فَقَالَ: للَّه منزل نزله سعد بن مالك وعبد الله بن عمر، والله لئن كَانَ ذنبًا- يعني اعتزالهما- إِنَّهُ لصغير مغفور، ولئن كَانَ حسنًا، إِنَّهُ لعظيم مشكور [٢] .
وَقَالَ عمر بن الحكم، عَن عَوَانة: دَخَلَ سعد عَلَى مُعَاوِيَة، فلم يسَلم عَلَيْهِ بالإمارة، فَقَالَ مُعَاوِيَة: لَوْ شئت أن تقول غيرها لقلت، قَالَ: فنحن المؤمنون وَلَمْ نؤمرك، فإنك مُعجَب بما أنت فِيهِ، واللَّه مَا يسُرني أني عَلَى الّذي أنت عَلَيْهِ، وإني هرقت محجمة دم.
وَقَالَ محمد بن سيرين: إن سعدًا طاف عَلَى تسع جوارٍ في ليلة، ثُمَّ أيقظ العاشرة، فغلبه النوم، فاستحيت أن توقظه.
وَعَن عائشة بِنْت سعد، أن أباها أرسل إِلَى مروان بزكاة عين ماله، خمسة آلاف، وخلف يَوْم مات مائتين وخمسين ألف درهم.
قَالَ الزبير بن بكار: كَانَ سعد قَدِ اعتزل في الآخر في قصرٍ بناه بطرف حمراء الأسد [٥] .
[١] الحزامي: بكسر الحاء نسبة إلى جدّه الأعلى.. (اللباب ١/ ٣٦٢) . [٢] مجمع الزوائد ٧/ ٢٤٦ وقال: رواه الطبراني. [٣] أخرجه الحاكم في المستدرك ٣/ ٤٩٦، والطبراني ١ رقم (٣١٦) ، والهيثمي في المجمع ٣/ ٢٥ وقال: رجاله ثقات، إلّا أن الزهري لم يدرك سعدا. [٤] طبقات ابن سعد ٣/ ١/ ١٠٤. [٥] حمراء الأسد: هي من المدينة على ثلاثة أميال. (طبقات ابن سعد ٢/ ٤٩) .