كَانَ يَعِظ في الأعْزِيَة، وفي تُرَب الرُّصافة من بغداد. وحدّث عَنْ أَبِي الوقت السِّجْزِيّ.
وكان ظريفا مطبوعا ماجنا، قام إِلَيْهِ رَجُل فَقَالَ: أَنَا مريض جائع، فَقَالَ: نيك وقد تعافيت.
ومَرّ يوما عَلَى لَحّام وعنده لحم هزيل وهو ينادي: يا مَنْ حلفت لا يُغْبنُ، فَقَالَ: حتّى تحنثه.
وقال: خرجت إلى بعقوبا فتكلّمت في جامعها، فَقَالَ واحد: عندي نِصْفِيَّة للشيخ، وقال آخر: عندي نِصْفِيَّة، إِلى أن عَدُّوا خمسين نصفية، فقلت في نفسي: استغنيت! فلمّا أصبحنا إذَا في زاوية المسجد كارة شعير، فَقَالَ لي واحد: النّصفيَّة كيل شعير.
وجلستُ يوما بباجسرى فجمعوا شيئا ما علمتُ ما هُوَ، فأصبحنا وإذا في جانب المسجد صوف وقرون جاموس، فقام واحد ينادي: مَن يشتري صوف الشيخ وقرونه! فقلت: ردّوا صوفكم وقرونكم لا حاجة لي فيه.
[١] انظر عن (المظفر بن أبي محمد) في: مرآة الزمان ج ٨ ق ٢/ ٥٥٣، ٥٥٤، وذيل الروضتين ٧٧، والبداية والنهاية ١٣/ ٦١، ٦٢. [٢] تصحفت في المرآة، والبداية والنهاية إلى: «ساسير» بالسينين المهملتين.