قتِل أَبُوهُ ببغداد سنة ستّ عشرة، وحُمِل فِي تابوت، وسار معه ولده هَذَا إلى أصبهان. ثُمَّ إنَّه قدِم فِي دولة المقتفي والمستنجد ومَدَحهما، وخدم فِي الدّيوان، ثُمَّ عاد إِلَى أصبهان، ومضى إلى أَذَرْبَيْجان، وخدم السّلطان دَاوُد، وتولّى الكتابة والإنشاء، ثُمَّ عاد إلى أصبهان وتزهّد وتعبّد، وأقبل عَلَى شأنه.
وَقد سمع بأصبهان من غانم بْن خَالِد، ومن إِسْمَاعِيل الحافظ. وكتب كُتُبًا كثيرة بخطّه المليح. وَلَهُ شِعرٌ رائق. وترجّل لَهُ قاضي أصبهان مرّة، فرأى سَرجَه بالحرير، فأنكر عليه وعنّفه. تُوُفّي فِي رمضان سنة سبْعٍ وثمانين.
- مُحَمَّد.
ويلقّب بالفضل، أَبُو المحاسن وَلَدُ الوزير الكبير أَبِي طَالِب عَلِيّ بن أحمد السّميرميّ.
[١] انظر عن (محمد بن عبد الكريم) في: التكملة لوفيات النقلة ١/ ١٥٦، ١٥٧ رقم ١٤٤، وتاريخ ابن الدبيثي (مخطوطة شهيد علي ١٨٧٠) ورقة ٦٦، ٦٧، وذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي ٢/ ٦٥ رقم ٢٧٣. [٢] في الأصل: «الكروجي» بالجيم، وهو تحريف.